بسم الله الرحمن الرحيم
أولا أشكر كل من يضيف في هذا المنتدى من مواضيع ...
سواء من عقولكم المبدعة او من خلال من تلتقطه كاميرا فكركم النير
من مواضيع في فضاءات الإنترنت الفسيحة ...
بالحقيقة ترددت كثيرا قبل أن أكتب أول موضوع لي في هذا
المنتدى ... فلست من من جرب المواضيع الإنشائية في مجالات
غير رياضية قبل ذلك ... عموما أنا اليوم أتمالك نفسي وأستجمع
ما أملكه من أفكار لأكتب ما خطر لي من خلال مونديال 2010
قد يكون مونديال أميركا 1994 هو أول مونديال تابعته ...
كنت طفلا يومها لم أدخل المدرسة بعد مبهورا بملعب أخضر فسيح ممتلأ بجماهير كثيفة
تغني ... وترقص ... و تفرح .. وتبكي ... فرق تغادر البطولة
وأرى لاعبيها قبل لحظات يحتفلون بجنون بهدف لن يعطيهم تأهلا ...
و أرى جماهيرهم تصفق لهم وتبادلهم التحية
ذاكرة المشاعر الطفولية لدي لم تكد لتتسع لكل هذه الإنفعالات العاطفية
انتهى مونديال 1994 ... وأتى مونديال 1998 في فرنسا
كان ثاني مونديال أتابعه .. كان الشغف بالكرة قد كبر وكبرت معه المعلومات
وكنت قد أصبحت بالصف الرابع ... كان الإمتحان النهائي منتهيا منذ
فترة ليست بالطويلة ... وكانت العطلة في أوج فرحتها ...
فرحت وتفاعلت وشجعت ... حتى رأيت زيزو فرنسا يرفع الكأس الأغلى ...
غاب المونديال مجددا ... وعاد بحلة آسيوية في 2002 ....
كان توقيت المباريات صباحيا في تلك الفترة .. وكذلك كانت العطلة
الصيفية للصف الثامن بادئة للتو ... كنت مراهقا ... رميت رسائلا
كتبتها لبنت الجيران وراءي ولم أكترث لصوت أمي الغالية وهو يناديني للمساعدة
وجرتني فورة المراهقة إلى متابعة دقائق المونديال كاملة ...
لا أذكر أنني قد فوت لقطة منه في ذلك العام ... حزنت مع الخاسرين
وفرحت للمنتصرين ... لينالها البرازيل ولتخرج فرقي من ادوار متعددة
وليغلق باب جديد لمونديال جديد ...
سنتان ... و أربع ... و فحص البكلوريا صادف المونديال في 2006
فحص سيفوت علي دون ادنى شك متابعة معظم المباريات في الدور
الأول بقرار من القيادات العليا في بيتنا .. تمردت وتابعت خفية عبر المذياع
تابعت أصوات الشوالي و غيره ... وتخيلت ما بقي ... تابعت تقدم تونس
ثم خسارتها ... تابعت ألم السعودية .. تابعت خروج العرب من البدايات
وانتهى الإمتحان لأتابع باقي الأدوار دون رقابة أهلية وبهناء ...
أربع سنوات أخرى ... و اليوم أنا في 2010 لم أعد طفل 94 ولا صبي 98
ولا مراهق 2002 و 2006 ... أنا اليوم شاب جامعي أدرس
و أعمل لأنفق على دراستي المكلفة نوعا ما ...
وماذا بعد ... في 2014 سيكونون في البرازيل ...
وسيتنافسون هناك ... ولكن أين سأكون أنا ...
أين ستكونين أنتِ ...
هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ...
هل سألنا أين سنكون بالغد .. أي سنكون بعد الغد ...
أين سنكون بعد شهر و اسبوع ... أين سنكون بعد أربع سنوات
لماذا هم حلموا فكروا وقرروا وخططوا وسينفذون ...
ونحن لا نريد أن نحلم بالأصل حتى نلحق الحلم بباقي الخطوات ...
لماذا لا نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا ... وإلى متى سنرتضي أن نكون جزءا
في مخططات الآخرين ... نعم .. فمن لا يملك مخططا سيكون جزءا من مخطط آخر
لماذا لم تفكري يوما بأنك ستمتلكين طفلة جميلة بعد أربع سنوات وستفعلين
المستحيل لتبدأي بتربيتها التربية السليمة منذ أن تكون في السنة الأولى
لتكون أفضل منكِ أو طفلا يكون أفضل من والده ..
لماذا لم يخطر ببالك أنك ستكون قد تخرجت من الجامعة
وعليك من اليوم أن تطور باقي مهاراتك بباقي المجالات حتى
تجد فرصة العمل الأفضل التي تسمح لك بالحياة الكريمة في مجتمع صعب ..
لماذا لم ... ولماذا لم .. وآمل أن لا يأتي من يقول لماذا لن ...
لماذا لا نفكر بأن نكون منذ اليوم أنظف دول العالم ... لماذا لا نفكر منذ اليوم
أن نكون أقل شعوب العالم إضاعة للوقت ... لماذا لا نفكر منذ اليوم أننا
يجب أن نحرر فلسطين بعد أربع أو ست أو عشر سنوات ...
لماذا .. لماذا ... لماذا ...
موضوع: اليوم هم فى جنوب إفريقيا و2014 هم فى البرازيل..........وماذا عنك؟ 
الإثنين يونيو 28, 2010 6:43 am
